«البوعريش» .. تاريخ على نغمات الماكينة
صفحة 1 من اصل 1
«البوعريش» .. تاريخ على نغمات الماكينة
صالح سلمان البوعريش (أبومصطفى)
بين الإبرة والخيط ووراء ماكينة الخياطة قضى أبو مصطفى أربعين عاما فمنذ صباه وحتى الآن لم يمل أو يكل فمهنته هذه كما تحتاج إلى الدقة فهي بحاجة أيضاً للصبر وسعة الصدر الذي اعتاد عليه منذ العاشرة من عمره كما يقول.وعندما تتجول الآن في محافظة بحجم الأحساء سواء في بلداتها ومدنها قل أن تجد مثل هؤلاء الرجال الذين يعملون في مجال الخياطة أو مهن شبيهة بها وهم بالفعل أبطال صبروا وعاركوا الحياة من أجل أن يطعموا أبناءهم لقمة من كد أيديهم وعرق جبينهم،فعددهم كما ذكر لنا لا يتجاوز العشرة أشخاص في حين أن العمالة تنتشر وتمتهن هذا العمل بشكل عجيب وكبير.
بداية
ويقول صالح سليمان : أمارس المهنة منذ أكثر من أربعين عاما ثم استرجع صالح سلمان البوعريش 56 عاما الماضي ليسرد لنا الحكاية من البداية وحتى هذه اللحظة.بابتسامة وصوت هادئ أخذ أبو مصطفى في حديثه فيقول إنه بدأ بتعلم الخياطة وهو في الثالثة عشرة من عمره مع صالح الأحمد أحد التجار حيث كان يعمل مع 22 شخصاً وكلهم سعوديون،يتجمعون في منزل معد لهم للعمل وللسكن فمن كان بيته بعيدا يبقى فيه و لا يخرج فصاحب العمل موفر لهم إضافة إلى السكن الأكل،وظل يعمل ثلاث سنوات هي فترة التدريب مقابل ثلاثمائة ريال فقط أي مائة ريال عن كل سنة.
منافسة
وكان عملهم طوال الأسبوع بدون إجازة إذ يجب على كل واحد منهم أن يقوم بخياطة 15 ثوبا في اليوم وعلى الرغم من زحمة العمل إلا أن التنافس فيما بينهم يشتد كما يقول أبو مصطفى لدرجة أن بعضهم يعمل بعد صلاة الفجر مباشرة قبل موعد العمل لكي ينهي العمل قبل البقية.وعن الأسعار وأين يتم تسويق الثياب؟ فيذكر أن سعر الثوب لا يتجاوز العشرين ريالا ويتم بيعها عبر التجار في الأسواق فلم توجد محال خاصة للخياطة مثل هذه الأيام،إضافة إلى أن بعض التجار يأتون من الرياض والدمام لشرائها.
عمل
ويضيف البوعريش إنه أنهى بعد ثلاث سنوات فترة التدريب وانتقل للعمل في محل وسط الهفوف مع تاجر آخر هو محمد البقشي بسبب العرض الذي قدم له فارتفع راتبه السنوي من 2500ريال وتدرج إلى أن وصل إلى 5000ريال خلال ست سنوات،ويقول كان في السابق يتم العقد بين العامل وصاحب العمل بحيث يسلم الراتب كل ستة أشهر.وعليه أن يعمل خمسة ثياب في اليوم فقط وما يزيد عن ذلك فهو له.
إيجار
ونوه ابو مصطفى الى استقلاله بمحل خاص بعد 28 سنة بمدينة المبرز يعمل فيه مع أخيه الذي كان أيضاً يزاول الخياطة و لكنه توفي، وبقي وحده في المحل الذي هو فيه الآن وكان إيجاره في ذلك الوقت 350 ريالا للسنة وأما إيجاره الحالي فسبعة آلاف ريال، وبدأ مشروعه بألف ريال إذ كان يشتري القماش بالآجل.ويضيف إنه يفصل الثوب بـ (25 إلى 35) ريالا حسب نوعية القماش فأجود الأنواع في ذلك الوقت هو الشعري و أبو غزالين والسلك،أما الأشكال فالكويتي والقطري والغزاوي والحجازي.
عمالة
ويقول البوعريش إن تطور الأوضاع وتزايد السكان وانحسار في العمالة الوطنية و توجه الكثير إلى إحضار العمالة الأجنبية وخاصة الهندية والباكستانية في هذا المجال إضافة إلى اليمنيين وهذا بلا شك أثر على المواطن فأغلب هذه العمالة تعمل لحاسبها الخاص وتعطي الكفيل في نهاية الشهر مبلغاً حسب الاتفاق فيما بينهم.فالعامل الأجنبي يقوم بتفصيل الثياب بسعر أقل فمثلاً إذ كان السعودي يفصل الثوب بتسعين ريالا فهو يفصله بستين فالفارق بمقدار الثلث مع أنه وللأسف فإن كثيرا من الزبائن لا يفرق بين جودة القماش التي عند الآخرين بالتي عند السعودي فارتفاع السعر بسبب جودة الخامة، فازداد عدد الخياطين وخاصة الأجانب فأثر ذلك على السعودي.
دخل
ويشير أبو مصطفى الى محاولات إقناع أبنائه بتعلم المهنة فكما يقال صنعة في اليد أمان من الفقر و لكن لم أجد الرغبة عندهم ولكن الحمد لله جميعهم توجهوا للدارسة وابني الكبير يعمل الآن في شركة سابك والبقية يدرسون.وكشف البوعريش أن مدخول العمل حالياً قليل جداً ولكن الحمد لله على كل حال فهو يقوم بتفصيل ثوب أو ثوبين في اليوم وصار العمل مرتبطا بالمواسم فقط كفترة فتح المدارس أو أيام الأعراس
بين الإبرة والخيط ووراء ماكينة الخياطة قضى أبو مصطفى أربعين عاما فمنذ صباه وحتى الآن لم يمل أو يكل فمهنته هذه كما تحتاج إلى الدقة فهي بحاجة أيضاً للصبر وسعة الصدر الذي اعتاد عليه منذ العاشرة من عمره كما يقول.وعندما تتجول الآن في محافظة بحجم الأحساء سواء في بلداتها ومدنها قل أن تجد مثل هؤلاء الرجال الذين يعملون في مجال الخياطة أو مهن شبيهة بها وهم بالفعل أبطال صبروا وعاركوا الحياة من أجل أن يطعموا أبناءهم لقمة من كد أيديهم وعرق جبينهم،فعددهم كما ذكر لنا لا يتجاوز العشرة أشخاص في حين أن العمالة تنتشر وتمتهن هذا العمل بشكل عجيب وكبير.
بداية
ويقول صالح سليمان : أمارس المهنة منذ أكثر من أربعين عاما ثم استرجع صالح سلمان البوعريش 56 عاما الماضي ليسرد لنا الحكاية من البداية وحتى هذه اللحظة.بابتسامة وصوت هادئ أخذ أبو مصطفى في حديثه فيقول إنه بدأ بتعلم الخياطة وهو في الثالثة عشرة من عمره مع صالح الأحمد أحد التجار حيث كان يعمل مع 22 شخصاً وكلهم سعوديون،يتجمعون في منزل معد لهم للعمل وللسكن فمن كان بيته بعيدا يبقى فيه و لا يخرج فصاحب العمل موفر لهم إضافة إلى السكن الأكل،وظل يعمل ثلاث سنوات هي فترة التدريب مقابل ثلاثمائة ريال فقط أي مائة ريال عن كل سنة.
منافسة
وكان عملهم طوال الأسبوع بدون إجازة إذ يجب على كل واحد منهم أن يقوم بخياطة 15 ثوبا في اليوم وعلى الرغم من زحمة العمل إلا أن التنافس فيما بينهم يشتد كما يقول أبو مصطفى لدرجة أن بعضهم يعمل بعد صلاة الفجر مباشرة قبل موعد العمل لكي ينهي العمل قبل البقية.وعن الأسعار وأين يتم تسويق الثياب؟ فيذكر أن سعر الثوب لا يتجاوز العشرين ريالا ويتم بيعها عبر التجار في الأسواق فلم توجد محال خاصة للخياطة مثل هذه الأيام،إضافة إلى أن بعض التجار يأتون من الرياض والدمام لشرائها.
عمل
ويضيف البوعريش إنه أنهى بعد ثلاث سنوات فترة التدريب وانتقل للعمل في محل وسط الهفوف مع تاجر آخر هو محمد البقشي بسبب العرض الذي قدم له فارتفع راتبه السنوي من 2500ريال وتدرج إلى أن وصل إلى 5000ريال خلال ست سنوات،ويقول كان في السابق يتم العقد بين العامل وصاحب العمل بحيث يسلم الراتب كل ستة أشهر.وعليه أن يعمل خمسة ثياب في اليوم فقط وما يزيد عن ذلك فهو له.
إيجار
ونوه ابو مصطفى الى استقلاله بمحل خاص بعد 28 سنة بمدينة المبرز يعمل فيه مع أخيه الذي كان أيضاً يزاول الخياطة و لكنه توفي، وبقي وحده في المحل الذي هو فيه الآن وكان إيجاره في ذلك الوقت 350 ريالا للسنة وأما إيجاره الحالي فسبعة آلاف ريال، وبدأ مشروعه بألف ريال إذ كان يشتري القماش بالآجل.ويضيف إنه يفصل الثوب بـ (25 إلى 35) ريالا حسب نوعية القماش فأجود الأنواع في ذلك الوقت هو الشعري و أبو غزالين والسلك،أما الأشكال فالكويتي والقطري والغزاوي والحجازي.
عمالة
ويقول البوعريش إن تطور الأوضاع وتزايد السكان وانحسار في العمالة الوطنية و توجه الكثير إلى إحضار العمالة الأجنبية وخاصة الهندية والباكستانية في هذا المجال إضافة إلى اليمنيين وهذا بلا شك أثر على المواطن فأغلب هذه العمالة تعمل لحاسبها الخاص وتعطي الكفيل في نهاية الشهر مبلغاً حسب الاتفاق فيما بينهم.فالعامل الأجنبي يقوم بتفصيل الثياب بسعر أقل فمثلاً إذ كان السعودي يفصل الثوب بتسعين ريالا فهو يفصله بستين فالفارق بمقدار الثلث مع أنه وللأسف فإن كثيرا من الزبائن لا يفرق بين جودة القماش التي عند الآخرين بالتي عند السعودي فارتفاع السعر بسبب جودة الخامة، فازداد عدد الخياطين وخاصة الأجانب فأثر ذلك على السعودي.
دخل
ويشير أبو مصطفى الى محاولات إقناع أبنائه بتعلم المهنة فكما يقال صنعة في اليد أمان من الفقر و لكن لم أجد الرغبة عندهم ولكن الحمد لله جميعهم توجهوا للدارسة وابني الكبير يعمل الآن في شركة سابك والبقية يدرسون.وكشف البوعريش أن مدخول العمل حالياً قليل جداً ولكن الحمد لله على كل حال فهو يقوم بتفصيل ثوب أو ثوبين في اليوم وصار العمل مرتبطا بالمواسم فقط كفترة فتح المدارس أو أيام الأعراس
مصطفى البوعريش- المساهمات : 31
تاريخ التسجيل : 05/07/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى